حساسية الطعام

ما هي الحساسية؟

في الأساس، الحساسية هي ردة فعل جهاز المناعة على مادة تم تنشقها أو تناولها أو حقنها في الجسم، أو حتى لمسها. يتفاعل جهاز المناعة مع المادة المسببة للحساسية عبر إطلاق الهستامين (وهو عبارة عن مركب أميني أحادي حيوي فعال) وغيرها من المواد الكيميائية، ما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل احتقان الأنف والجهاز التنفسي، والحكة، وسيلان الأنف، وجفاف الحلق والإسهال، والعين الدامعة والطفح الجلدي.

هل الحساسية مرض وراثي؟

غالباً ما يكون الأمر كذلك، رغم أن نوع الحساسية قد يتفاوت بين أفراد الأسرة. قد يكون أحد الأطفال مصاباً بالربو بينما يعاني شقيقه من ربو الحشائش (حمى الكلأ). تساعد الرضاعة الطبيعية الطفل خلال الأشهر الستة الأولى من عمره، في خفض حالات الإصابة بالحساسية في السنوات الأولى من حياته.

هل يسهل التعرف على الحساسية؟

ليس دوماً، خصوصاً عند الأطفال. على سبيل المثال، لدى الإصابة بخمج في المسالك التنفسية العليا، يُصدر العديد من الأطفال صوتاً كالصفير. وليس هذا عادةً علامةً على الإصابة بالحساسية. مع التقدم في السن، يتوقف الأطفال عن الصفير عندما يصابون بالزكام. إذا استمر الصفير بغياب الزكام حتى سن الثالثة، ستطلب الطبيبة أن تدوني مواعيد إصابة طفلك بالأعراض. يتم تشخيص الربو عادةً من خلال معرفة الأعراض التي عانى منها الطفل وتجاوبه مع موسعات الشعب الهوائية.

أما أنواع الحساسية الشائعة كالربو والأكزيما، وربو الحشائش فيتم تشخصيها بسهولة. إلا أن الطفل قد يصاب بحساسية إزاء أي شيء من وبر القطط إلى أقمشة البوليستر. إذا عانى طفلك من أعراض الحساسية من دون معرفة المادة المسببة لها، فالأفضل استشارة الطبيبة (يمكن أن تنصحك بطبيب أخصائي إذا كانت الحساسية حادة).
                                     
تُعتبر اختبارات التحسس الجلدية إحدى الوسائل التي تساعد على معرفة مسبب الحساسية، خصوصاً في حالة الأكزيما التي تنتقل باللمس، لكن هذه الاختبارات لا تناسب الأطفال دون 18 شهراً من العمر. ومن الأفضل أن تستشيري الطبيبة في حال استمرارها. إذا كان طفلك يعاني من مشاكل في التنفس، أو من اللهاث، أو عدم التركيز، أو تسارع في نبضات القلب، أو إذا بدا شاحباً أو بارداً، فالأفضل استشارة الطبيبة فوراً.

في أي وقت من السنة تظهر الحساسية؟

يمكن للحساسية أن تظهر في أي وقت من السنة. تظهر الحساسية المرتبطة بعفونة الفطريات في الشتاء ويصعب تمييزها عن الزكام. أما الحساسية المرتبطة بغبار الطلع فتنتشر في فصلي الربيع والخريف. بينما يأتي الاحتقان الصباحي الذي يستمر طوال السنة من غبار العثّ أو الحساسية تجاه الحيونات الأليفة.

هل سيعاني طفلي من الحساسية طوال حياته؟

يتخطى الطفل الحساسية في بعض الحالات. ينطبق ذلك غالباً على الحساسية إزاء حليب (لبن) الأبقار . في حالات أخرى، تشتد الحساسية مع التقدم في السن. وأحياناً قد يصاب الطفل بأنواع أخرى أو جديدة من الحساسية.

كيف أعالج الحساسية؟

بينما تُستخدم مضادات الهستامين والستيرويد لعلاج الحساسية عند الأطفال الصغار والأكبر سناً، فإن أفضل علاج للحساسية هو القضاء على مسبِّبها. إن مسببات الحساسية المحتملة تشمل دخان السجائر، وريش الوسائد أو تلك المصنوعة من فراء الخروف، والعطر، ووبر الحيونات الأليفة، وغبار العثّ، وبطانيات الصوف. كما يجب دوماً غسل ألعاب طفلك المحشوة التي يكثر فيها العثّ.

في حال كان طفلك يتحسس من الطلع المنقول بالجو، أبقيه في أماكن مغلقة خلال موسم انتقال الطلع والأيام العاصفة، وأعطيه حمامه دوماً وتجنبي فتح النوافذ في الأيام العاصفة. وإذا كان يعاني من الأكزيما، اسألي الطبيبة عن إمكانية وصف كريم مرطب ومناسب يحتوي على مرطب للجلد وبدائل الصابون. تُستخدم عادة الستيرويدات في الحالات الطارئة لتهدئة الأعراض.

ينبغي أن تبقي الحيونات الأليفة التي تُسبب الحساسية خارج المنزل، أو على الأقل ضعيها في مكان مخصص لها في المنزل أو تخلصي منها.

احرصي على جعل غرفة طفلك خالية من الغبار قدر المستطاع. عليك تنظيفها باستمرار، رغم أن المشكلة ليست في الغبار إنما في غبار العثّ. فهذا الأخير المرتبط بالعناكب، هو كناية عن كائنات مجهرية تنمو على سطح بشرة الإنسان وتُنتج مسبِّبات الحساسية. ورغم صعوبة إبقاء الغرفة خالية تماماً من الغبار، تتوافر وسائل عديدة للتخلص من الغبار غير فتح النوافذ باستمرار. عليك القيام بالخطوات التالية: انزعي السجاد وغطي أرضية الغرفة بالبساط. اغسلي الفراش بالماء الساخن. استخدمي الممسحة المبللة بدلاً من المكنسة الهكربائية لأنها تزيد الغبار. كما يمكنك شراء مكنسة كهربائية مزودة بفيلتر تصفية ذرات الهواء يلتقط الغبار العثّ وغيره من مسبببات الحساسية.

الحساسية ضد الأطعمة والتحسس المفرط (عدم تحمل بعض أنواع من الأطعمة)

يصاب الأطفال أحياناً بحساسية ضد بعض الأطعمة، مثل القمح، والبيض، والحليب، ومنتجات الصويا، والبندق، والمحار والسمك والفواكه الحمضية. بعد ساعة فقط من الأكل، تظهر أعراض الإصابة بحساسية على الطعام مثل الطفح الجلدي، والصفير، أو تضخم الشفاه واللسان. إذا كنت تشكّين في إصابة طفلك بحساسية تجاه بعض الأطعمة، استشيري طبيبتك التي قد تُخضعه لفحوصات طبية.
                               
يمكن لبعض الأطفال عدم تحمل بعض الأنواع من الأطعمة، وهو أمر مختلف عن الحساسية. تصيب أعراض التحسس المفرط الجهاز الهضمي وتؤدي إلى أوجاع في البطن ومغص وانتفاخ البطن والغازات، والإسهال وأحياناً التقيؤ .
إذا كنتِ تشكّين في عدم تحمل طفلك لبعض أنواع الأطعمة، استشيري الطبيبة التي ستنصحك بأخصائية تغذية. وهذه الأخيرة قد تُخضع طفلك لنظام غذائي تستبعد منه الأطعمة التي تشكّ بأنها مسببة للحساسية ثم تقوم بإدخالها إلى غذائه تدريجياً. بهذه الطريقة، يمكن معرفة أي طعام يسبب الحساسية لطفلك.

إذا كنتِ تُطعمين طفلك الحليب الاصطناعي ثم تبين أن لديه تحسساً مفرطاً أو حساسية ضد حليب الأبقار ، ستنصحك أخصائية التغذية بالتحول إلى حليب الصويا أو حليب الأبقار المعدل خصيصاً للأطفال المصابين بالحساسية أو الذين لا يتحملون بعض أنواع الأطعمة