تعريف الأطفال بأركان الاسلام



تعريف الأطفال بأركان الاسلام


 عن ابن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وسلم) يقول: " بُنِيَ الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت" متفق عليه

الركن الأولالشهادتان
أن تشهد أن لا إله إلا الله , وأن محمداً عبده ورسوله .
أي تصدِّق بقلبك أنه لا يوجد إله غير الله تعالى , وأن محمداً(صلى الله عليه وسلم) هو عبد الله ورسوله , بعثه إلى الخلق أجمعين بدين الإسلام ليخرجهم من ظلمات الكفر والجاهلية إلى نور الإسلام ..
ولا يكفي مجرد التصديق بالقلب , بل لا بد معه من النطق باللسان بالشهادتين , ثم اتباع ما أمر الله به ورسوله من الأوامر , والإنتهاء عما نهى الله عنه ورسوله من النواهي ..

معنى الشهادتين  ولابد للتصديق بشيء ما - والنطق به - أن نعرف معناه , فلا يمكن أن نصدق شيئاً لا نعرف معناه .
ولو نظرنا إلى الشهادتين لوجدناهما تنقسم إلى قسمين:

الأولوهوالشهادة الأولى: وهي أن لا إله إلا الله .
*
فما معنى الـ ((إله))؟

الإلههو الذي تحبه القلوب وتعظمه وتعبده , وتنقاد إليه , وتُسلِّم لأمره , وتطيعه فيما أمر , وتنتهى عما نهى وزجر .
فهذا معناهأنه لا إله يُعبد ويُحب ويُطاع ويُسلَّم لأمره بحق إلا الله سبحانه وتعالى ..
فإن أهل الجاهلية من الكفَّار كانوا يُقرُّون بوجود الله تعالى , ولكنهم كانوا يعبدون معه آلهة أخرى .
فجاء الإسلام ليبطل هذا الشرك , ويُثبت أنه لا يوجد إله إلا الله سبحانه وتعالى , وهو
الذي يعبده الناس ويعظمونه ويطيعونه ويُسلموا له , لا شريك له .

وأما القسم الثانيوهوالشهادة الثانيةوهي شهادة أن محمداً (صلى الله عليه وسلم) عبد الله ورسوله .

فمعناهاالتصديق بأن الله سبحانه وتعالى أرسل محمداً(صلى الله عليه وسلم)  رسولاً إلى الخلق برسالة الإسلام , وهو مع هذا عبدٌ لله - سبحانه وتعالى - ..
فإن النصارى قد غالوا في رسولهم عيسى عليه السلام فقالوا: إنه ولد الله , ومنهم من قال: إنه الله , فهذه الشهادة في حق نبينا محمد(صلى الله عليه وسلم) تُثبت أنه من البشر وأنه عبد لله سبحانه وتعالى , وهذا لا ينافي أنه رسول الله .

الركن الثانيإقام الصلاة

فإن الصلاة هي صلة العبد بربه , ففيها يناجيه , وفيها يُسلِم له ويخضع, وفيها يتلو آيات من الذكر الحكيم وهو القرآن الكريم , وفيها يتذلل العبد إلى ربه ويدعوه .
والصلاة من أركان الإسلام فإذا تركها العبد كان كافراً بالله العظيم ..
وقد قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم)
بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة " .
وهذا الحديث يعني أن الرجل إذا ترك الصلاة كان كافراً ..
فإن الصلاة من العبادات التي تدل على التصديق بما جاء فيالشهادتين ..
فكيف يشهد الإنسان أنه لا إله إلا الله ولا يعبد الله , وكيف يشهد أنمحمداً رسول الله ولا يعمل بما جاء به ..

الصلوات المفروضة * 
وقد فرض الله سبحانه وتعالى علينا الصلاة في حادثة معراج النبي(صلى الله عليه وسلم) إلى السماوات العلى .
وأول ما فُرضت الصلاة على أمة (صلى الله عليه وسلم) كان تخمسين صلاة , فخففها الله سبحانه وتعالى إلى خمس صلوات رحمة بالناس , وجعل ثوابها ثواب خمسين صلاة إكراماً لأمة النبي(صلى الله عليه وسلم)

وقال للنبي(صلى الله عليه وسلم)
هي خمس , وهي خمسون " .
أي خمس صلوات عند الأداء والقيام بها , ولها ثواب خمسين صلاة ..
وهذه الصلوات هي:
1- 
صلاة الصبح , وهي ركعتان .
2- 
صلاة الظهر , وهي أربع ركعات .
3- 
صلاة العصر , وهي أربع ركعات .
4- 
صلاة المغرب , وهي ثلاث ركعات .
5- 
صلاة العشاء , وهي أربع ركعات .
فهذه الصلوات يجب على المسلم أن يحافظ عليها في يومه وليلته , ولايتركها , أو يترك بعضها تكاسلاً .
فإن كان مريضاً فله أن يصلي جالساً , أو يصلي إشارة , أو بعينه ..وهذا كله من الله سبحانه وتعالى رحمة بالناس ..


الركن الثالثإيتاء الزكاة .
                                                            
قال الله تعالى: ( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ) .
والزكاة: هي مقدار من المال يخرجه الغني من ماله الذي زاد عن حاجته ومر عليه وهو عنده عام ..وقد فرض الله سبحانه وتعالى الزكاة على المسلمين حتى يكفل الغني منهم الفقير , فهذه الأموال تؤخذ من أغنياء المسلمين وتُعطى لفقرائهم .
وبذلك يسود الود والمحبة والتكافل والتعاون بين المسلمين , فلا ينسىالغني الفقير , ولا يحسد الفقير الغني على ماله .
وكل هذا يقوي الصلة بين المسلمين ويجعلهم كالجسد الواحد .
وكذلك ففي إخراج الزكاة تطهيرٌ لمال الغني وزرعٌ للبركة والنماء فيه , ولا يجوز للمسلم أن يمتنع عن إخراج الزكاة , لأنها واجبة على كل مسلم , فإذا امتنع عن إخراجها طمعاً فيها كان بذلك قد أخل بهذا الركن .
وقد امتنع بعض الناس عن إخراج الزكاة بعد موت الرسول (صلى الله عليه وسلم) , فقاتلهم خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلمأبو بكر الصديق - رضي الله عنه - وقاتلهم معه الصحابة - رضوان الله عليهم -
..
وهذا كله يدلنا على أهمية أداء الزكاة ..

شروط وجوب الزكاة * 
وتجب الزكاة على المال إذا تحققت الشروط التالية:
*
أن يكون المال قد بلغ النصاب .
والنصاب هو: المقدار الذي إذا بلغه المال وَجَبَت فيه الزكاة .
ومقداره: ما يساوي (84.72) جرام من الذهب , أو (595) جرام من الفضة .
*
أن يكون هذا المال فائضاً عن حاجة الإنسان الضرورية .
فإذا كان محتاجاً لهذا المال في أموره الأساسية كالطعام أو الشراب أو الكسوة أو أداء الدين أو للزواج , فلا يجب عليه فيه آنذاك الزكاة .
*
أن يحول عليه حول هجري .
أي يمر على ماله بعد أن بلغ النصاب عام هجري , لم ينقص فيه المال عن النصاب المقَدَّر .
*
أن يكون المال مما اكتسبه الإنسان من الحلال .
فإذا تحققت الشروط السابقة كان واجباً على الإنسان أن يخرج زكاته , ومقدارها ربع العشر من ماله .

جزاء مانع الزكاة *
هذا , واعلم أن لمانع الزكاة في الآخرة عذاب شديد وعقاب أليم ..قال تعالى: ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُون ) التوبة:35,34 .
وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ما من صاحب إبل ولا بقر ولا غنم لا يؤدي زكاتها إلا جاءت يوم القيامةأعظم ما كانت وأسمنه تنطحه بقرونها وتَطَؤُهُ بأظلافِهَاأي حوافرها - كلما نفدت أخراهاأي إذا انتهت آخرها - عادت عليه أولاها , حتى يُقْضَى بين الناس " .
فلا يجوز لأحد وجبت عليه الزكاة أن يمنعها , وإلا كان له عقاب شديد في الآخرة ..

الركن الرابع: صوم رمضان

قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) .
والصيام: هو أن يمتنع الإنسان عن الأكل والشرب من أذان الفجر إلى أذان المغرب ..
فعندما يؤذن المؤذن لصلاة المغرب يجوز للإنسان وقتها أن يأكل ويشرب , وهو ما يسمى بالإفطار , حتى إذا كان قُبيل أذان الفجر تناول ما يسمى بالسحور , وهي وجبة تُقَوِّي الإنسان على صيام اليوم
وقد حثنا رسول الله(صلى الله عليه وسلم) على السحور فقال:
تسحروا فإن في السحور بركة " .

فضائل شهر رمضان *
وشهر رمضان شهر مبارك , وله فضائل كثيرة , منها ما ورد في القرآن الكريم , ومنها ما نطق به الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)
فمن فضائله الكثيرة والشريفة:
أنه الشهر الذي انزل فيه القرآن .. قال الله تعالى:
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ) .

وهو شهر تُفتح فيه أبواب الجنة , وتُغلق فيه أبواب النار , وتُحبس فيه الشياطين .
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إذا دخل شهر رمضان فُتحت أبواب السماء , وغلقت أبواب جهنم , وسلسلت الشياطين " .
وهو شهر إذا صامه المسلم غفر الله له ذنوبه .
قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم)
من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه " .

ليلة القدر 

ومن أعظم فضائل هذا الشهر الكريم , أن فيه ليلة خيرٌ من ألف شهر , وهي ليلة القدر .
وهذه الليلة تَنَزَّل فيها الملائكة وجبريل عيه السلام بإذن ربهم , وفيها يُستجاب الدعاء , ويتنزَّل فيها الخير والسلام من الله .
قال تعالى: ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) القدر 5:1 .
وعلى المسلم أن يجتهد في العبادة في هذه الليلة خاصة حتى يصيب الخير ..
وقد أخبر الله تعالى الرسول(صلى الله عليه وسلم)  بهذه الليلة إلا أنه أُنسيها - أي أنساه الله إياها - فأمر الرسول أصحابه أن يجتهدوا في العبادة في العشر الأواخر من رمضان , فإن ليلة القدر تكون فيها .

الركن الخامسالحج

قال تعالى: ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) .
الركن الخامس والأخير من أركان الإسلام هوحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً .
والحج: هو قصد البلد الحرام مكة المكرمة للطواف بالكعبة , والسعي بين الصفا والمروة , والوقوف بعرفة , وأداء باقي مناسك الحج .
وهو واجب على المستطيع مرة واحدة في العمر , فإن أدَّاه أحد أكثر من مرة فله ثواب أعظم وأكثر .
                                              
الإستطاعة في الحج *
والإستطاعة في الحج هي:
الإستطاعة من حيث المال .
أن يكون الحاج عنده من المال ما يكفيه للخروج إلى الحج , وما يكفي أهله الذين تركهم في بلده حتى يعود إليهم .
أن يخرج من ماله الحلال .
فلا يجوز أن يحج من مال حرام كالمال المسروق مثلاً ..
أن يكون الحاج مستطيعاً من حيث الصحة .
فلا يجوز له أن يخرج إلى الحج إذا علم أنه مريض , وأن مرضه شديد بحيث إذا خرج إلى الحج أضر بنفسه وأهلكها .
أن لا تخرج المرأة إلا مع ذي مَحْرَم .
والمَحْرَم: هو الزوج وكل من لا يجوز للمرأة أن تتزوجه أبداً ,كالأب , أو الأخ , أو الإبن , أو الحفيد , أو ابن الأخت ....
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
لا تسافر المرأة ثلاثاًأي مسافة ثلاث ليال - إلا مع ذي مَحْرَم " .

فضائل المسجد الحرام * 
وللمسجد الحرام الذي يتوجه إليه الحاج لأداء حجه فضائل كثيرة , منها:
*
أن الله سبحانه تعالى اختاره لنبيه إبراهيم لبناء الكعبة المشرفة فيه .
قال الله تعالى َإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ).
وأن الثمرات والخيرات تأتي إليه من كل مكان تفضيلاً من الله .
قال تعالى: ( وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ
رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ).
*
أن مكة بلد حرام لا يحل القتال أو القتل أو الصيد فيها .
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إن هذا البلد حَرَّمَهُ الله يوم خلق السماوات والأرض , فهو حرامٌ بحُرْمَةِ الله إلى يوم القيامة " .
*
أن في السماء السابعة وفوق الكعبة مباشرة البيت المعمور , وهو بيت له فضل عظيم في السماء , يدخله كل يوم سبعون ألف من الملائكة .
*
أن المسجد الحرام أحد المساجد الثلاثة التي فضَّلها الله تعالى على غيرها بجواز السفر إليها , وهذه المساجد هي:
المسجد الحرام في مكةوالمسجد النبوي في المدينة , والمسجد الأقصى في القدس
.

No comments:

Post a Comment