طفلي متوتر : ماهي الأسباب والحلول؟


"هل من الطبيعي أن يشعر طفلي في مرحلة الحضانة بالقلق؟ !". تسأل أحد الأمهات  العاملات  هذا السؤال بألم، فهي تعتقد أن مرحلة الحضانة وخروج الطفل الى الحضانة والتعرف على أصدقاء جدد قد يكون بشكل ما مصدر ا للايجابية لدى الطفل وليس التوتر. 
ويخبر الأخصائيون أن القلق هو أمر طبيعي في هذه المرحلة النمائية. ففي الوقت الذي يدخل فيه الأطفال الى الحضانة ، سيشعر أكثر الأطفال ثقة بالنفس  بالقلق والتوتر ازاء انفصاله عن والديه ، ومخاوفه حول المدرسة  وكسب الأصدقاء ، وقد يتعرض طفلك للتوتر الناجم عن حدوث طلاق في العائلة  أو مواجهة العائلة لمشاكل مالية  وللمرض.  
وعلى الرغم من أن مشاهدة طفلك يعاني هو أمر صعب، كوني على ثقة بأن جميع الأطفال يشعرو بتلك المشاعر.   فيكل الأحوال هناك اثار ايجابية للقلق، فهو يدفع بالأطفال الى التنبه الى كل ما حولهم.
هل يعاني الأطفال في سن الحضانة من أنواع معينة  من القلق؟ بالطبع. اليك ذكرا لأهم تلك الأنواع
 قلق الانفصال : بالرغم من أن هذا القلق متعارف عليه لدى الأطفال الرضع وحديثي الولادة، الا أن ترك الطفل للأهله أو الأشخاص الذين يحبهم يمكن أن يسبب خوف الطفل ويخلق رعبا ، خاصة في حال كان طفلك على عتبة تغيير كبير، مثل بدء الدراسة . الطريق الى الاستقلالية ليس سهلا بأي  حال من الأحوال ، وقد يشعر طفلك بالاثارة والخوف في ان معا  حين يقدم على تلك الخطوة بعيدا عنك. 
مخاوف متعارف عليها. قد يشعر طفلك بالرعب  من بعض المواقف  مثل زيارات الأطباء ، أو الكلاب أو المهرجين. وقد يكون لتلك المخاوف ارتباط بمواقف معينة ، كابرة الانفلونزا التي أخذها العام الماضي ، أو هجوم كلب الجيران عليه في يوم ما ، أو ما واجهه من حسية عالية في السيرك أو البرامج التلفازية.
 ولكن من الممكن أن يخاف من شيء لم يره أو يختبره فيما سبق ، كمصاصي الدماء  أو النيازك،  أو العواصف والاعصارات. لم القلق؟ يملك الأطفال خيالا خصبا  ويمكنهم تخيل أمور  متنوعة ، حتى تلك النادرة الحدوث ، والمخيفة بشكل كبير. 
 الخوف الاجتماعي :  قد يعتري طفلك في عمر الـ 5 سنوات قلق وخوف  في المواقف الجديدة عليه  ومع الأشخاص الغرباء . وقد تحفز الأجواء الجديدة والبيئة الجديدة في الحضانة  الخوف لديه ، كما تفعل حالات الصداقة وانقلاباتها ما بين الهبوط والصعود ، الأمر الذي يأخذ أهمية أكبر في هذه المرحلة.  ولكن تشجعي ، فالخجل الذي يعتري الأطفال في مرحلة الحضانة عادة ما يزول تدريجيا. 
تجنب المدرسة : عندما يحين وقت الذهاب الى المدرسة ، يعتري بعض الأطفال قلق وتوتر يحطم معنوياتهم . هم يبكون ويتذمرون بشأن  آلام المعدة ، كما يطالبون أهلهم بالبقاء في المنزل.يجب أن تأخذي طفلك الى الطبيب للتأكد من صحته ومن ثم التوجه الى المدرسة فقد يكون هذا أحد أعراض قلق الانفصال، وقد ينتج عن خوف محدد من ازعاجات الرفاق في المدرسة  أو الخجل من التحدث بين مجموعة من الأطفال، أو الشعور بالخجل والخوف بسبب ضعف قدرته على القراءة  أمام الاخرين. 
ماذا يمكن أن أفعل؟ حين يأتي طفلك  بمشاعر القلق والخوف ، اتبعي غريزتك ومشاعرك، واعرضي عليهم حضنا وتأكيدا على محبتك. ولا تتوقفي هنا فمساعدة طفلك على اللتغلب على مخاوفه     يتطلب ابداعا. قد تساعدك هذه النصائح : اعترفي بالخوف : بعض المخاوف التي تعتري الطفل في عمر الـ 5سنوات هي مخاوف طبيعية وحقيقية  أما نكرانها  فيعتبر أمرا غير واقعي.
ان كان خائفا من اضاعتك في محل السوبرماركت ، على سبيل المثال ، أخبريه بأن الفكرة تخيفك  كما تخيفه ، وذلك هو سبب حرصك ومراقبتك له . أيضا وفي الوقت الذي تنتظرون فيه باص المدرسة ، ذكريه بأنك  ستتواجدين دائما في انتظاره لدى عودته. 
 تحدثي عن الأمر : مناقشة احدى المخاوف يمكن أن يكون مصدر قلق أحيانا. قد يبدا طفلك بالبكاء في حال  بدأ بربط الواقع باخر كابوس شاهده أثناء نومه.  وقد يعطيكي التفاصيل التي تحتاجينها لطمأنته . ان لم يكن متأكدا من مهاراته الأكاديمية ، ساعديه على فهم حقيقة أن كل شخص يتعلم وفقا لسرعته الخاصة ، وأن أهم ما في الأمر هو بذل الجهد. ان قام أحدهم بتوجيه لام مشين له في ساحة اللعب  ساعديه على التخطيط لما يمكن أن يقوم به في حال واجهته نفس المشكلة لاحقا ، وذكريه بأن المعلمين متواجدون لمساعدته  في تلك المواقف .
أعلميه بأنك واثقة من قدرته على التعامل مع أي موقف  يمكن أن يسبب له القلق.  قللي من توقعاتك : قد يرغب طفلك القلق باخبارك  بأنه مضغوط  وأن التوتر والواجبات والبيئة المحيطة به في غرفة الصف  هي كل ما يستطيع التعامل معه . فكري باالتخفيف عنه ، وتخفيض الضغط عليه ، كالتخفيف من  دروس الكمان  أو الكاراتيه ، واعطائه مساحة خاصة للعب وعدد أقل من الواجبات الأسبوعية . 
استخدمي روح المرح : لروح المرح  دور مهم في اتقليل من فتيل التوتر . ان كان طفلك في عمر الـ 5 سنوات قلقا  من دوره في مسرحية المدرسة ، فتدربي معه في المنزل وأخبريه عن الحيلة القديمة  التي تخبر بتخيل الجمهور وهم  لا يرتدون الملابس  أو اوصفي مخاوفك عندما مثلتي في مسرحية المدرسة ، وكيف انتهت الحكاية  بنجاح  ومتعة .  يمكن للحكايات القديمة أن تضع القلق في حجمه الطبيعي ، وان تعلم طفلك الضحك على نفسه ، فقد لا تبدو مخاوفه غامرة ومخيفة  بشكل كبير.
  متى يجب أن أستعين بالاخصايين المهنيين؟ يقلق معظم الأطفال ، وهذا أمر طبيعي الى حد ما ، أما بالنسبة لعدد من الأطفال فيمكن أن يهبط هذا القلق من همته . تحدثي مع طبيب طفلك  ان تعارضت مشاعر طفلك مع النشاطات العائلية ، وأثرت على امكانية تكوين الصداقات ، الأمر الذي يعتبر عثرة في طريق تقدمه وذهابه الى الدراسة أو أثرت على سلوكه ليصبح عدوانيا . وقد يقوم الطبيب بالتوصية بمستشار عائلي    أو طبيب نفسي .

No comments:

Post a Comment