لكى تكسب ابنك
هذه مجموعة من الوصايا أقدمها لكل أب وولي حٌمِّل أمانة
التربية والبناء لجيل الأمة القادم من البنات والأبناء ، ليعلم أن التربية للنشء
في هذا الوقت أصبح من الأمور المعقّدة في ظل انفتاح العالم ، وسهولة الوصول لكل شر
، وغياب الثقافة الفكرية والتربوية عند الآباء والأمهات ، ولضرورة أن نتكاتف
جميعاً لحماية كيان الأسرة ، وأن نحافظ على ثباتها أمام الشهوات والفتن ،
علَّ الله تعالى أن ينفع بها , وما عليك – يا رعاك الله – إلا أن تتأمل بتفكيرٍ
عميق لا سطحيّ ، وبنظرة ثاقبة لا عابرة في هذه الوصايا لتساهم أنت بدورك أيضاً
تجاه أبناءك وأسرتك.
أشعر ابنك بأهميته مهما كان صغرُ سنه وقلّة إدراكه ، وامنحه
جزءاً من مساحة التعبير عن نفسه حينما يعبر عن ما يحب وما يكره ، واجعل الحوار
الهادئ الهادف بينكما طريق للوصول إلى ما تريده أنت , ولا تطرد ابنك عنك .
اظهر حبك لابنك ، وكوّن له الرصيد العاطفي الذي يبحث عنه ، فهو
يتألم ويأمل ، ويؤثر ويتأثر ، ويريدك أن تضمّه وتمسح دمعته ، وتلازمه في سراءه
وضراءه ، فإذا لم يجد ذلك الحنان الأبوي فسيبحث عنه عند غيرك وحينها يقع في مالا
تتمناه وتخشاه من الفواحش والآثام .
وفي سؤال لشباب ضيّعوا دينهم وأسرهم عن أسباب غيّهم وفسادهم
ودخولهم في الفواحش و المخدرات والآثام قال أكثرهم من أهم الأسباب غياب آباءنا و
أمهاتنا عنا واجتماعاتهم واهتمامهم بشؤونهم ومصالحهم حتى أوقعونا في ما نحن فيه .
ثالثاً :
اغضب منه لأجل رضا الله تعالى ، ومعنى ذلك هو أن لا تغضب منه
لأجل نصرة نفسك كإثبات الوجود أو تغضب منه لمصلحة دنيوية ( لا ) فالغضب من الأبناء
والبنات حينما يُقصّرون في جانب عبادتهم لربهم ، أو يهملون أوامر الله تعالى
فلا يقومون بأدائها ، ويبادرون لكل ما نهى الله تعالى عنه فيقومون بالتعدي ومجاوزة
الحد فيها ، وإذا حققت ذلك كوّنت منهم أجيال آمنة مطمئنة حريصة على مبدأها
وعقيدتها.
اقبلهم على ما جاؤوا عليه ، فقد يُرزق بعضنا من ابتلاه الله
بعاهة أو إعاقة أو عيب خلقي فإياك أن تتضجر مما قسمه الله لك ولابنك وأظهر الرضا
وأكثر من الحمد لله تعالى ، و لا تُحسِّس ابنك بألم إعاقته أو عاهته ، واعمل
جاهداً على أن يتكيف مع وضعه ، واصنع له طرقاً تناسبه وتناسب إعاقته ليصل إلى
النجاح الذي يريده وتريده أنت .
خامساً :
لا تتصنع المثالية أمام أبناءك وبناتك واعلم أنك بشرٌ تخطئ
وتصيب ، لذا عليك إذا أخطأت بحق أحدهم أن تظهر له ندمك على خطأك وأن تبادره
بالاعتذار والأسف " وإذا اعترفنا بأخطائنا أمام
أبناءنا فلن نسقط من أعينهم كما يظن البعض – وإنما سيزدادون حباً وتقديراً لنا ، وسيتنسمون في بيوتنا روائح
الصدق والمصداقية ، إن للتصرف على السجية والطبيعة دون تكلف أو تزوير طعماً مميزاً
لا يعرف لذته إلا من ذاقه .
أعطهم جزءاً من وقتك واحذر بأن تشغلك الدنيا عنهم فهم بحاجتك
وحاجة توجيهاتك ونصحك ، ولا تحسسهم باليتم وأنت بينهم حياً ، واعلم بأنه..
ليس اليتيم من انتهى أبواه من ** هم الحياة وخلّفاه ذليلا
إن اليتيم هو الذي تلقى له ** أمٌّ تخلت أو أباً
سابعا:
حفزهم لفعل الطاعات بالتشجيع والتهنئة والدعاء لهم ، والثناء
عليهم أمام أقرانهم وأصدقائهم ولا تبخل عليهم بالهدية فهي مفتاح للقلوب وفرحة
للصدور وحبل وثيق للتواصل والمقاربة وكافئهم على نجاح لهم حققوه ، أو سبيل خير
سلكوه ، وأظهر لهم سعادتك بنجاحهم ، وبأنك فخور بهم .
ثامنا:
اكتشف مواهبهم وساعدهم في تنميتها في الخير ، فحينما تكتشف أن
أحد أبناءك عنده حس أدبي مثلاً فأحضر له كل ما يفيده لتنميته هذا لحس من كتب
ومراجع أدبية وغيرها ، ومن ثم حاول بأن توجهه بأن يسخر تلك الموهبة لله وأبناء
أمته حتى يخرج في الأمة من أجيالنا من يذود عن حياضها ويدافع عن مقدساتها .
No comments:
Post a Comment