لا يمكن تجاهل الصعاب التي يواجهها الطفل الأصم في مجتمع السامعين خصوصاً إذا كان موجوداً في مكان كل اللعب فيه يرتكز على الكلام الذي لا يستطيع سماعه, قد يستوعب الطفل الأصم بعض قواعد اللعب بالتقليد والنظر ولكن ليس كل اللعب، وإلى أن يحين الوقت لفهمه قواعد اللعب يكون أقرانه قد تغلّبوا عليه مما يسبب له مشكلة .
لذا دور الأهل هنا أن يعرفوا نسبة الصمم عند الطفل، فإذا كان صمماً حاداً لا يمكنه أن يلعب طوال الوقت مع أطفال عاديين, ودور الاختصاصي أن يشرح للأخوة طريقة اللعب مع أخيهم الأصم، ويعطي النصائح الآتية:

- عندما يتكلمون من الضروري أن يكون الشقيق الأصم ينظر إلى شفاههم فممنوع التحدث إليه ووجهه في اتجاه آخر, فهذا يشعره بالإهانة لأنه يحرمه من أن يفهم.
- التأكد من أنه يفهم اللعبة من خلال إعادة شروطها مرّات عدة, فعوضاً أن نقول له عليك أن تضع الكرة في الهدف على الشقيق الصحيح أن يرسم الهدف ويريه أهميته ويمثل أمامه ليقلده ويفهم أصول اللعبة، وإذا عبس فهذا يعني أنه لم يفهم.
- الطلب من أخوته أن ينتبهوا إليه أثناء اللعب خارج المنزل، فمثلاً إذا كانوا يلعبون أمام المنزل وسمعوا صوت سيارة عليهم سحبه من المكان، وهذا قد يسبب غيرة عند الأخوة أو إلفة.
هذه بعض الألعاب التي يمكن توفيرها للطفل الأصم:
الألعاب الاجتماعية الطريفة : يمكن الطفل الأصم اللعب بالألعاب الاجتماعية بطريقة طريفة شرط أن يسهّلها الأهل عليه أثناء مشاركته اللعب بتسهيل قاعدتها, فمثلاً يمكنه أن يلعب الدومينو أو تركيب الأحجية ...
الألعاب التي تصدر ذبذبات : يهتم الطفل الأصم بالألعاب التي تصدر ذبذبات، فيضع أذنه على صدى تموّجات اللعبة، فمن المعلوم أن الأصم يشعر بالأصوات التي تسبب ارتجاجاً ويحس بها في جسمه, لذا يمكن أن نوفّر له ألعاباً تصدر ذبذبات وارتجاجات.
وأخيراً يرى الاختصاصيون أنه في إمكان الطفل الاستمتاع بكل الألعاب التي يلعب بها الطفل الصحيح، مثل الليغو ولوح الرسم والتلوين وركوب الدراجة ، ولكن شرط أن يقوم الأهل بتعليمه طريقة اللعب، ومراقبته كي لا يؤذي نفسه.
الطفل المقعد أو المصاب بالشلل :
لم تعد النظرة إلى الطفل المقعد أو المشلول كما كانت في السابق، بأنه طفل عاجز غير قادر على القيام بأصغر الأمور، بل أصبح في إمكان هذا الطفل الاندماج مع أقرانه في المدرسة والملعب ومشاركتهم نشاطاتهم الرياضية من دون أن يشعر بأنه طفل مختلف .
ويؤكد التربويون أن الأطفال الأصحاء لا يتذمرون من مشاركة الطفل المقعد في نشاطاتهم الرياضية بل أحياناً كثيرة نجدهم يندفعون لتشجيع الطفل المقعد أثناء مزاولته رياضة معينة, واللعبة هي التي تحدد علاقاتهم، فالتواصل الإنساني حتى السنة السابعة يتكون وتتطور تقريباً عبر اللعب, ولاحظ التربويون أنه عندما يكون الطفل المعوق سبب نجاح فريقه يقع عليه الاختيار تلقائياً ليشاركهم في المباراة المقبلة .

ما هو نوع الألعاب الذي يوجد علاقات تواصل جيّدة؟
إضافة إلى الألعاب الاجتماعية وألعاب التركيب، هناك الألعاب الخلاّقة مثل السباحة والموسيقى والرسم أو حتى فن تعلّم الطبخ, فهذا النوع من الرياضات يسمح بالشعور بالمساواة بين الطفل المعوّق والطفل الصحيح .
ويشير الاختصاصيون إلى أنهم لاحظوا أن طفلاً صحيحاً في السابعة يمكنه أن يشعر بالخوف من الماء أثناء وجوده في حوض السباحة أكثر من طفل مقعد يتقن السباحة, كما أن الألعاب التي ترتكز على التفكير والمعلومات غالباً ما تستوجب تكيفاً مع القاعدة .
ويشدد الاختصاصيون على ضرورة أن يؤمن الأهل بأن إصابة طفلهم بإعاقة جسدية لا تعني حرمانه مما يتمتع به الأطفال الأصحاء، خصوصاً أنه مع تقدم الطب وتطور المفاهيم التربوية وعلم النفس أصبح متاحاً توفير كل شروط الأمان الجسدي والنفسي للطفل المختلف .
فصنّاع الألعاب صاروا يأخذون في الاعتبار وجود أطفال يعانون إعاقة ما فأصبحوا ينتجون الألعاب التي تساعد هؤلاء في الاندماج مع مجتمع الأصحاء بسهولة، فيما معظم المدارس والأندية الرياضية توفر الأماكن الخاصة بالأطفال المعوقين واختصاصيين في هذا المجال لمساعدتهم في تخطي مشكلاتهم الجسدية .
No comments:
Post a Comment